مرضتْ بحجر أدمى رجلها ، وذهبتُ لأراها فلم أستطع ، فرَجَعْتُ ، وأَتـتْنيأختُها بطبقٍ من الحلوى ( رزّ بحليب) ، وهمَمْتُ بإعادتِــه ، لكنّنيخِفتُ من أنْ ( تزعل سعادت) ، فتناولت ما فيه ثمّ أخـذتُ أشمّه حيناًوألثمُه حيناً متحسّساً فيه أَثراً ليديها اللتين لا بدّ من أنهماغَسَلتْاهُ يوماً ، أو شفتَيْها اللتين ربّما تكونان قد شرِبَتا منـهيوماً ، وقلتُ :
الوردةُ الجريحة
نُبِّئْتُ أَنَّك يا سُعادُ جَريحــــــــــــــةٌ
فَوَدِدْتُ لو أنَّ الفؤادَ فَـــــــــــــــــداك
لو كان ذا جُرحـــاً بصـدري يا سعادُ
.. لَهـــان عن ذاك الـــذي أَضْنــــاكِ
يا ليتَ أنّي أفتـــــــــــديك بمهجتي
وسَقى فــــــؤادي الحزنَ لا أسقاك
أَ سعادُ يا غيث الفؤادِ الهائم الــــ
ــمُسْتَرْحِمِ الظـــــــامي إلى رُؤياكِ
أَ سعادُ يا لطف الملاك وبَسْمَةَ الأ..
زهارِ جلَّ اللهُ ما أحــــــــــــــــــــلاك
ما ضَرَّ أَهْلَك يا سعادُ لوَ انَّهـــــــــم
داوَوا سَقيمَاً بِرْؤُهُ رؤيـــــــــــــــــــاكِ
بَعَثوا إليَّ من الطعام وليتهـــــــــم
علِمُوا بأنّي لا أُريـــــــــــــــدُ سِواكِ
يا مُنْيةَ القلبِ المعنّى قَــــــــدِّمي
بَدَلَ الطعامِ الرِفقَ في مُضنـــــــاك
لو لم أَخَفْ أَنْ تَغْضَبي ما ذُقْـتُـــــهُ
لا والضُحى ، لا والذي سَــــــــــوّاكِ
ولقد لَثَمْتُ الصحنَ من أَطْرافِـــــــهِ
فلَرُبما مسَّ العشيَّــــــــــــــــــةَ فاكِ
إنْ لم تُشاهدْكِ العيونُ فقـــــد رأتْ
صَحناً جَلَتْـــهُ أَيا سُعادُ يَــــــــــــداك
***
عادتْ تجُرُّ من التأَلُّم ساقَهــــــــــــا
مثلَ المَـهـــــــــــــــــاةِ تَفِرُّ بالأَشْراك
فـــوددتُّ لو أنّي قُبِضْتُ ولم تكـنْ
عيني تَرى الظَبيَ الجريح الشاكي
ما جئتُ يوماً داركم في حاجــــــةٍ
إلاّ لأَسْعدَ ساعـــــــــــــــــــةً وأراك
وحسِبْتُها ليلتي الأخيرةَ في هذه الدنيا فقلت :
أَتُرى ــ سُعادُ ــ أَفــوزُ منكِ بنظـرةٍ
قبلَ الَممَاتِ أوَ انَّني أَلقــــــــاك ؟
فإذا قَضَيْتُ ــ أيا سُعـادُ ــ فردّدي
شِعْري على قبري،جُعِلْتُ فِداك
إنْ لم أَفُزْ حَيّـــــــاً بِوصـلِك علّني
تحت الثَرى أُصْغي إلى نَجــــواكِ
وإذا نسيتِ فلن يسامحَك الإلــهُ
.. لأنّني ــ في القَبرِ ـ لن أَنْساك