أرأيتَ أسطولاً يـمـجُّ دماءَ
|
كيما يُحَيي غزّةَ الشّـمّـاءَ ؟
|
هو مـبـحِـرٌ والعـاصـفاتُ تحـوطُهُ
|
مـتحدّياً ريـحَ العِـدا الـنّكباءَ !
|
وعـزيـمـة الأحـرار تـوقد صدرَهُ
|
غـيـظاً على مَن يقـتـلُ الشّرفـاءَ !
|
أفلا ترى الأحرار قد عـشـقوا الـفدا
|
مِن كلّ صوبٍ أُهرِعوا نُصَراءَ ؟
|
والرّائدون و "أوردجـانُ " زعـيمهم
|
يُحـيـون ذكـرى الـفـاتح الغـرّاءَ !
|
أحرارُكـم يا "أوردجانُ " منـائـرٌ
|
لأُولي العـزائم ، عـشتـمُ عظماءَ !
|
إسلامـكـم يـدعو لـنجـدة إخوةٍ
|
فـأثـار فـيكـم هـمّـةً قـعـساءَ !
|
فذكـرتـمُ عـهداً أغرّ لـمـجدكـم
|
فـيـه الجـهادُ يحـرّرُ الأحـيـاءَ !
|
أعـطـيـتمُ الـعـهـدَ الـمـُوَثـّقَ صادقاً
|
أن تنصروا الحـنـفـاءَ والضّعـفـاءَ !
|
أن تـنجدوا شعـبـاً بغـزّة هـاشـمٍ
|
قـهروا الـبـغاة وبايعـوا الشّهداءَ !
|
شعبـاً أبـيّـاً صابراً بـلـغ الذّرا
|
في قـهـره الـبأساءَ والضّرّاءَ !
|
فـقـوافل الـشّـهداء تـتـرى فـيهـمُ
|
سـبـقوا وحـلوا جـنـّةً عـلـيـاءَ !
|
فالـلـهُ راضٍ عنـهمُ وهـمُ مـضَـوا
|
راضـين فاغبط حـمـدَهـم وثـناءَ !
|
ما عاقهـم خذلانُ قومهمُ لهم
|
عن بـذلـهم أرواحهم ودماءَ !
|
قد جالدوا الـمـحـتلَّ يـبغـي سحقَهم
|
فأروه صبراً راسخاً ومضاءَ!
|
فـتـحـالف الـبغـي اللعـينُ وعربـُنا
|
كـيـما يـمـيـتـوا الشّعـلةَ الـوضّـاءَ !
|
يا ويلَ حكّامِ العروبة ، في غـدٍ
|
يصـلون ناراً تحـطم الـزّعـماءَ!
|
لم يفعلوا فعل الغـريب عن الحـمـى
|
ذاك الغريـب يـناصر الضّعفـاءَ!
|
جاء الغريب بفـلكـه مـشـحـونةً
|
كـيـمـا يـقدّم رحمـة وعطاء!
|
فلعلّ ملياراً بأمّـة أحـمدٍ
|
يلقـون عـنهـم ذلّةً وغـباءَ!
|
أفلـم يروا بغي الـيـهود وكـِبـْرَهـم؟
|
أفلا يرون الفـعلةَ الـنّـكراءَ؟
|
ها هـم قراصنةُ البحـار يؤزّهـم
|
شـيطـانُـهم فـي هجـمـةٍ شـنعاءَ!
|
فـعدَوا على سفـن الكـرامـة والـنـّدى
|
سـفـنٍ تُـقلّ الـنـّاشرين ضباءَ!
|
لا يرفـعون سوى الـدّعاء لـربـّهم
|
أن يـكـشف الضّرّاءَ واللأواءَ !
|
لـكـنّ شذّاذَ الورى قد أعملوا
|
في الآمـنيـن القتـل والأرزاءَ !
|
سـفكوا الدّماءَ زكـيـّةً معـطارةً
|
قد أرّجت بحراً يـضجّ نداءَ !
|
يا عالـَم الأحرار أين زئيـرُكم ؟
|
فـالـثّعلب الـمكّارُ زاد بـلاءَ !
|
ها صوتُ شيخـكمُ صـلاحٍ قـد عـلا
|
ناداكمُ بدمٍ يفيـض سـخاءَ !
|
هيـّا انـظروهُ فوق مـتـن سـفـيـنـةٍ
|
أعلى نداءً أسـمع الجـوزاءَ !
|
بـشرى لـمـن لـبّى استغـاثـةَ إخوةٍ
|
في الـله ، قد صبروا ، فنال رضاءَ !
|
والـخزيُ كـلّ الخـزي لـلـنـّذل الـذي
|
يـرضى الهوان ، فـسـوّد الـسّفهـاءَ !
|
والـفـوزُ كلُّ الـفـوز يا شـهداءَنا
|
بـرضا الإله وجـنةٍ علياءَ !
|